خمس لا يعلمهن إلا الله
يقول الله تعالي
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
سورة آل عمران.(102)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
سورة النساء.(1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
سورة الأحزاب. (70-71)
إن الله تبارك وتعالى أثنى على الذين يؤمنون بالغيب، وما ذلك إلا لأنهم آمنوا وصدقوا بما لم يروه من موعود الله ومن خبر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
قال الله جل جلاله: الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
سورة البقرة.(1-5)
والإيمان بالغيب هو الذي ينفع صاحبَه في الحياة الدنيا، قبل الغرغرة، فأما إذا بلغت الروح الحلقوم وعاين العبد ما غاب
عنه من قبل ورأى عالم الغيب رأي عين، كأن يُعاين ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب عند الاحتضار،
فإن الإيمان حينئذ لا ينفعه؛ لأنه آمن بما هو مشاهد فلا يكون إيماناً بالغيب.
وأما علم الغيب فهو مما اختص الله به نفسه وحَجَبَه عن عباده لمصلحتهم.
قال ابن القيم -رحمه الله- وهو يُبيّن العلم الممنوح للعباد والعلم
الممنوع: "كذلك أعطاهم من العلوم المتعلقة بصلاح معاشهم ودنياهم بقدر حاجاتهم كعلم الطب والحساب وعلم الزراعة والغراس، وضروب الصنائع واستنباط المياه، وعقد الأبنية وصنعة السفن واستخراج المعادن، وتهيئتها لما يراد منها،
وتركيب الأدوية وصنعة الأطعمة،
ومعرفة ضروب الحيل في صيد الوحش والطير ودواب الماء والتصرف في وجوه التجارات ومعرفة وجوه المكاسب وغير ذلك مما فيه قيام معايشهم. ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك -أي علم ما سوى ما ينفعهم- مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة له، كعلم الغيب وعلمِ ما كان وكلّ ما يكون،
والعلم بعدد القطر وأمواج البحر وذرات الرمال ومساقط الأوراق وعدد الكواكب ومقادِيرها.
وعلمِ ما فوق السموات وما تحت الثرى، وما في لجج البحار وأقطار العالم، وما يُكِنُّه الناس في صدورهم، وما تحمل
كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد، إلى سائر ما عزب عنهم علمه، فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه، ولم يحصل إلا على الجهل المركب والخيال الفاسد في أكثر أمره".
وقال أيضاً: "ومن حكمته سبحانه ما منعهم من العلم علم الساعة ومعرفة آجالهم، وفي ذلك من الحكمة البالغة
مالا يحتاج إلى نظر.
فلو عرف الإنسان مقدار عمره، فإن كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش، وكيف يتهنأ به وهو يترقب الموت في ذلك الوقت،
فلولا طول الأمل لخربت الدنيا، وإنما عمارتها بالآمال، وإن كان طويل العمر وقد تحقق ذلك فهو واثق بالبقاء فلا يبالي بالانهماك في الشهوات والمعاصي وأنواع الفساد، ويقول إذا قرب الوقت أحدثت توبة، وهذا مذهب لا يرتضيه
الله تعالى عز وجل من عباده ولا يقبله منهم، ولا تصلح عليه أحوال العالم، ولا يصلح العالم إلا على هذا الذي اقتضته حكمته وسبق في علمه.
فلو أن عبداً من عبيدك عمل على أن يُسخطك أعواماً، ثم يرضيك ساعة واحدة إذا تيقن أنه صائر إليك لم تقبل منه ولم يفز لديك بما يفوز به من همه رضاك، وكذا سُنة الله عز وجل أن العبد إذا عاين الانتقال إلى الله تعالى لم ينفعه توبة ولا إقلاع..
إلى أن قال -رحمه الله-: "فَبَانَ أن من حكمة الله ونِعمه على عباده أنْ ستر عنهم مقادير آجالهم ومبلغ أعمارهم، فلا يزال الكيِّس يترقب الموت وقد وضعه بين عينيه، فينكف عما يضره في معاده، ويجتهد فيما ينفعه ويُسرُّ به عند القدوم"
. انتهى كلامه -رحمه الله- من مفتاح دار السعادة.
وإن الله اختص نفسه بعلم خمسة أشياء، وهذه الخمس سماها الله عز وجل مفاتح الغيب كما قال تعالى:
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ
إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
(59) سورة الأنعام،
فلا يعلمها نبيٌّ مرسل ولا مَلَكٌ مُقرّب.
فمن ادّعى علم شيءٍ من هذه الخمس فقد أعظم الفرية، وافترى على الله الكذب، وقد قال الله تبارك وتعالى:
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ
(105) سورة النحل.
وكذلك سماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في قوله عليه الصلاة والسلام:
(مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى
يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله).رواه البخارى
وقد جاء ذكرها في آخر سورة لقمان في قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا
فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
(34) سورة لقمان.
سبب تسميتها بمفاتيح الغيب:
وإنما سُمّيت مفاتيح الغيب لأنها مفاتيح لما بعدها كما ذكر العلماء.
فقالوا:
1. قيام الساعة مفتاح لليوم الآخر.
2. ونزول الغيث مفتاح لحياة الأرض.
3. وعلم ما في الأرحام مفتاح لحياة المخلوقات.
4. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا مفتاح للأرزاق.
5. وما تدري نفس بأي أرض تموت مفتاح للقيامة الصغرى لكل إنسان بحسبه.
قال ابن حجر -رحمه الله-: "قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: عبر بالمفاتح لتقريب الأمر على السامع؛ لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك، والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب، فإذا أغلق الباب احتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب إلا بتوصيله لا يعرف موضعه
فكيف يعرف المغيب".فتح البارى
وهذه الخمس تُعرف بالعلامات والأمارات والدلائل كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال رضي الله عنه: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما بارزاً للناس، فأتاه رجل،
فقال: يا رسول الله ما الإيمان؟
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر.
قال: يا رسول الله ما الإسلام؟
قال: (الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)
قال: يا رسول الله ما الإحسان؟
قال: (أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك)
قال يا رسول الله: متى الساعة؟
قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البُهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله).
ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) سورة لقمان، الآية،
ثم أدبر فقال: (ردوه)، فلم يروا شيئاً فقال: (هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)
رواه بخارى ومسلم
ومعنى قوله: (في خمس): أي علم وقت الساعة داخل في أمور خمسة وهي المذكورة في الآية إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ....
وعن سلمة بن الأكوع قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبة حمراء إذ جاء رجل على فرس عطوف تتبعها مهرة فقال: من أنت؟ قال: أنا رسول الله. قال: فمتى الساعة؟
قال: (غيب ولا يعلم الغيب إلا الله). قال:
فمتى يمطر الغيث؟ قال: (غيب ولا يعلم الغيب إلا الله). قال: فما في بطن فرسي؟ قال: (غيب ولا يعلم الغيب إلا الله).
قال: فأعطني سيفك هذا.
قال: (ها). فأخذه فسله ثم هزه فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنك لن تستطيع الذي أردت).
ثم قال: إن هذا أقبل، فقال: آتيه فأسأله، ثم آخذ سيفي فأقتله، فغمد السيف"رواه الطبرانى فى المعجم الكبير
خصوصية الله بعلم الغيب:
وصف الله تعال نفسه بخصوصية علم الغيب، فقال تبارك وتعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) سورة النمل.
وقال جل وعلا: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا*أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا*كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا*وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (77-80) سورة مريم.
وقال سبحانه: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا
(26-27) سورة الجن،
وقال جل جلاله: وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
(20) سورة يونس.
وقال عز وجل لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) سورة الأعراف.
ولما قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقولي هكذا وقولي ما كنتِ تقولين).رواه البخارى
ويُنزل الغيث:
فلا يعلم عدد قطر الأمطار، ولا متى ينزل المطر إلا الله.
ويجب على المسلم أن يعتقد جازما أن الغيث منّةٌ من الله سبحانه وتعالى، فلا يُنسب نزول الغيث إلى نجم ولا إلى نوء.
ولذا لما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟) قالوا الله ورسوله أعلم قال:
(قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب).رواه البخارى
والنجوم أو الكواكب أو غيرها من مخلوقات الله لا يُنسب لها فعل ولا ترك، بخلاف ما إذا كان ذلك للتوقيت لا لنسبة الأفعال إليها.
ويعلم ما في الأرحام:
وهذه المسألة مما يُشكل على بعض الناس فيظنون أن الطب اليوم توصل لمعرفة ما في الأرحام، وليس الأمر كما ظنوا.
فالله عز وجل قال: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ فلفظ "مَا فِي الأَرْحَامِ" عام يشمل الإنس والجن والوحش، وما في البحر من ذوات الأرحام، والطيور ذوات الأرحام.
فلا يعلم جميع ما في هذه الأرحام إلا الله، ولا يُحيط بها إحاطة شاملة تامة إلا الله عز وجل.
ثم إنهم لا يعلمون ما في الأرحام إنما يُحاولون ويتوقّعون فيقولون بنسبة كذا ذكر وبنسبة كذا أنثى، ثم قد تقع ما توقعوه وقد لا يقع كما قالوا.
(إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ)
ثم – ثالثاً – لا يتكلمون عما في الأرحام إلا بعد ظهور علامات، فهم كمن يتكلّم عن الغيث بالعلامات الدالة عليه من غيم وسحاب.
أو كمن يتكلّم عن الساعة بعلاماتها وأماراتها الدالة على قُربها.
ومهما أوتوا من علم فلن يستطيعوا معرفة أمرين:
الأول: جميع ما في الأرحام.
والثاني: معرفة ما في الأرحام قبل أربعين يوماً.
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأذني هاتين يقول: (
إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة، ثم يتصور عليها الملك -قال زهير حسبته قال
الذي يخلقها- فيقول: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيجعله الله ذكرا أو أنثى، ثم يقول: يا رب أسوي أو غير سوي؟
فيجعله الله سويا أو غير سوي، ثم يقول يا رب ما رزقه؟ ما أجله؟ ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً).رواه مسلم
فهذا المَلَك علِمَ بعد مضي أربعين يوماً، فإذا علِمَ أحد بعده فلا يكون من علم الغيب المُطلق.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق:
(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة
مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد..).
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) سورة لقمان.
من محاضرة بعنوان "خمس لا يعلمهن إلا الله" للشيخ: عبد الرحمن بن عبد الله السحيم